محطة أمستردام المركزية هي بمثابة الجودا بين محاور السكك الحديدية: معتقة، متينة، ومليئة بالنكهة التاريخية. افتُتحت عام ١٨٨٩، وهي اليوم تستقبل القطارات في مكان كانت تبحر فيه السفن سابقًا.
نعم، ففي الموقع نفسه الذي تقف عليه المحطة اليوم، كانت تمتد سابقًا خليج "آي" (IJ). كانت ترسو فيه السفن التجارية المحملة بالتوابل، والتوليب، وبالطبع، عجلات الجبن. لبناء المحطة، قام المهندسون بتجفيف جزء من الخليج، وغرسوا تسعة آلاف وتد خشبي في الأرض – فلولا ذلك، لانغمس المبنى كما ينغمس جبن طري أكثر من اللازم.
لكن اختيار الموقع لم يمر من دون جدل. فقد تذمر سكان أمستردام: فالمحطة حجبت عنهم الإطلالة الرمزية على وسط المدينة. في السابق، عند الوصول بالقارب، كان أول ما تراه هو القصر الملكي في ساحة دام، وأبراج كنيسة سان نيكولا، والواجهات التاريخية. أما اليوم، فهي قلعة من الطوب، محاطة بالأبراج وساعة، تستقبلكم. يُقال إن الملك فيليم الثالث لم يكن معجبًا بذلك. لكن التقدم الحديدي تفوق على الصورة الكلاسيكية للبطاقات البريدية.
